Saturday, April 23, 2011

الأمازيغية: الحركة الشعبية و حركة 20 فبراير

الحركة - 23/04/2011

 



وجهة نظر

حق لا يراد به باطل



الحسـان مصحـو(*)



لم تنتظر الحركة الشعبية ظهور حركة 20 فبراير كي تضع الأمازيغية في خريطة انشغالاتها وتدرجها ضمن مطالبها، ولم تنتظر خطاب 9 مارس كي تحمل شعار المطالبة بدسترة الأمازيغية والاعتراف بها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.

فمن دوافع تأسيس حزب الحركة الشعبية الدفاع عن الأمازيغية لغة و ثقافة و هوية والدود عن المجتمع المغربي بكل مكوناته. لدى فتح منذ تأسيسه الأبواب على مصراعيها أمام المغاربة دون إقصاء لأي منطقة... ودون ازدراء لأي شريحة.
وإذا كان من أولوياته الدفاع عن العالم القروي نظرا لما كان سكانه يعانون منه من حرمان من التجهيزات التحتية والمؤسسات الخدماتية رغم أنه يشكل رافعة الاقتصاد الوطني، فإن الحركة الشعبية كانت أول الداعين إلى رفع التهميش على التجمعات السكنية النائية وشق الطرقات إلى القرى لفك عزلتها وإمدادها بالكهرباء و تجهيزها بالمستوصفات و المدارس و المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي و الاقتصادي ، كما كانت الحركة الشعبية أول الداعين إلى المحافظة على التراث الثقافي الأمازيغي و العمل على تنمية الثقافة الأمازيغية، وعيا من مؤسسيها بقيمة هذا التراث بكل حمولته وبأن هذه الثقافة بكل أنماطها تعكس مدى عراقة الأمة المغربية و قدرة أبنائها على الخلق والإبداع ومدى تعدد روافدها الحضارية .

ألم تكن الحركة الشعبية أول حزب يرى بأن اللغة الأمازيغية ليست مجرد لهجة لا يتواصل بها إلا الناطقون بها كما يعتقد الآخرون ،بل لغة بقواعدها النحوية و الصرفية واشتقاقاتها الغنية...ألم تكن الحركة الشعبية الحزب الوحيد الذي آمن بان الثقافة الأمازيغية هي أجناس أدبية و أنماط شعرية وعمران متميز و فنون تشكيلية بخيط الصوف تبدع بها أنامل الأمازيغيات أروع اللوحات.

ألم يكن حزب الحركة الشعبية ينعت بسبب ذلك ومن طرف أولئك الدين نصبوا اليوم نفوسهم أوصياء على الأمازيغية ب"حزب الشلوح و حزب الرزوز" وغيرها من الصفات التي يضفون عليها طابعا قدحيا ما كان ليزيد الحزب إلا تعلقا بمناضليه.كيفما كانت أصولهم العرقية و انتماءاتهم الجغرافية.

إن التحول العميق الذي يعرفه المغرب وهو يؤسس لمجتمع حداثي ديمقراطي يؤمن بالتعدد والاختلاف وينفض غبار التهميش عن الأمازيغية برعاية جلالة الملك محمد السادس، إنما جاء استجابة لمطالب حزب الحركة الشعبية منذ تأسيسه قبل أن يكون استجابة لحركة 20 فبراير أو الأحزاب التي أصبحت اليوم" أمازيغية" أكثر من الأمازيغيين أنفسهم.

فاسألوا الشعراء والفنانين الأمازيغيين إن كنتم لا تعلمون، لأنهم وثقوا ذلك في إبداعاتهم الشعرية.

(*) أستاذ باحث في الثقافة الأمازيغية ورئيس فدرالية الجمعيات الثقافية الأمازيغية بالأطلس المتوسط

source: http://www.harakamp.ma/index.html



No comments:

Post a Comment

libyans in ancient Egypt

libyans in ancient Egypt